الأربعاء، 17 أبريل 2013

احذروا من ..

تتنقل بعض الإيميلات والرسائل التي تبدو في ظاهرها مفيدة نافعة، إلا أنها تحمل أحيانا أحاديث كاذبة...
فالرجاء الحذر، خاصة وأن في ديننا ما يغني عن هذه الاختلاقات

ومنها الحديث التالي:

حينما وصل النبي إلى سدرة المنتهى وأوحى إليه ربه: يامحمد أرفع رأسك ، وسل تٌعط
قال: يارب إنك عذبت قوما بالخسف وقوما بالمسخ..
فماذا أنت فاعل بأمتي. قال الله:
(أُنزل عليهم رحمتي .. وأُبدل سيئاتهم حسنات .. ومن دعاني أجبته .. ومن سألني أعطيته .. ومن توكّل عليّ كفيته .. وأستر على العصاة منهم في الدنيا .. وأُشفعك فيهم في الآخرة.. ولولا أنّ الحبيب يحب معاتبة حبيبه لما حاسبتهم ..
يا محمد، إذا كنتُ أنا الرحيم وأنت الشفيع .. فكيف تضيع أمتك بين الرحيم والشفيع )


وقد نقلت هذه الفتوى من أحد المواقع الفاضلة نفعنا الله وإياكم بها

بحثنا عنه في كتب السنة ولم نجده؛ وخلوه من كتب السنة علامة على عدم صحته، هذا إلى جانب أنه يتضح من السياق أنه ليس من كلام النبوة؛ خاصة قوله "الحبيب يحب معاتبة حبيبة" يستحيل أن يكون هذا من كلام الله الذي قال:{أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لاترجعون} وقوله تعالى: {أيحسب الإنسان أن يترك سدى}وقوله: {وماخلقنا السموات والأرض ومابينهما لاعبين} ، فكل هذه تدل أن هناك غاية من خلق العباد: وهو الامتحان والابتلاء والاختبار، ومن ثم تكون المحاسبة على الاختبار.
وقوله تعالى: {يوم يبعثهم الله جميعاً فينبئهم بماعملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد}
بل من أسماء الله "الحسيب" ومن معاني "الحسيب" أنه الحفيظ على عباده كل ماعملوه ، أحصاه الله ونسوه ،

وعَلم تعالى ذلك ، وميّز صالح العمل من فاسده ، وعلم مايستحقون من الجزاء ، ومقدار مالهم من الثواب والعقاب.


إذاً فالغاية من الحساب ليست معاتبة الحبيب لحبيبة بل الغاية "مجازاتهم على ما أبلوا في هذه الحياة الدنيا".

وخيرٌ من هذا الحديث المكذوب؛ مارواه مسلم في صحيحه وهو بشارة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم :
أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم : { ربِّ إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني } [ 14 / إبراهيم / الآية - 36 ] الآية.

وقال عيسى عليه السلام : {إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} [ 5 / المائدة / الآية - 118 ]

فرفع يديه وقال: " اللهم ! أمتي أمتي " وبكى .

فقال الله عز وجل: يا جبريل ! اذهب إلى محمد ، وربك أعلم ، فسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله . فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال .

وهو أعلم . فقال الله: يا جبريل ! اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك".

اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق