السبت، 20 أبريل 2013

التحرش الجنسي (أسبابه وطرق علاجه)

التحرش الجنسي


(أسبابه وطرق علاجه)
إن التحرش آفة خطيرة وداء عضال ولقد انتشر في زماننا هذا؛ حيث ظن كثير من أهل الشهوات أنهم أحرار في عقولهم وأجسادهم يتصرفون فيها بما تمليه عليهم شهواتهم فانطلقت أعينهم الجائرة والحائرة تبحث عن فرائسها كما لو كانت في الغابات فانتشرت الفواحش والتحرش بالفتيات حتى بالأطفال وذلك لعدة أسباب:



السبب الأول: ضعف الإيمان؛ نعم إذا ابتعد الإنسان عن الله وعن القرآن وعن ذكر الله آخاه الشيطان وأصبح قرينه؛ قال الله تعالى ﴿ وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾ [الزخرف: 36]؛ ولقد نفى النبي - صلى الله عليه وسلم - الإيمان عن الزاني وقت ارتكاب هذه الجريمة الشنعاء حيث قال في (حديث مرفوع) حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلا يَشْرَبُ يَعْنِي: الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، فَإِيَّاكُمْ إِيَّاكُمْ" فلابد من العودة إلى الدين والتمسك بكتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.




السبب الثاني: غياب دور الوالدين؛ ما ضيع الأبناء إلا إهمال الوالدين تربية الأبناء تربية سليمة؛ وعدم مراعاتهما للمسؤولية التي كلفهم الشرع بها؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، والأمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته)) متفق عليه (98).




وقال الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان منا
على ما كان عوده أبوه






فنهيب بالوالدين أن ينتبها إلى أن دورهما في التربية هام وخطير؛ وبالأخص الأم فقديمًا قالوا:
الأم مدرسة إن أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراك






السبب الثالث: السلبية (عدم قيام الناس بالواجب عليهم من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر)؛يجب على الناس أن يواجهوا هذا المتحرش بنهيه عما يرتكب من جريمة بشعة في حق أخواته المسلمات قال الله تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [التوبة: 71].




السبب الرابع: التبرج والسفور؛ إن خروج النساء والبنات متبرجات سبب رئيس في اشعال نار الفتنة عند الرجال والشباب؛ للأسف الشديد كيف قبل الوالدان خروج البنت بهذه الملابس الخليعة الوضيعة التي أظهرت مفاتنها؛ وفصلت جسمها كأنها لا تلبس شيئا؟! كيف قبل الرجل على نفسه أن يكون خنزيرا لا يغار على عرضه؟ ولا ينظر الله إليه يوم القيامة حَدَّثنا الحسن بن يَحْيَى الأرزي، حَدَّثنا مُحَمد بن بلال، حَدَّثنا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ، عَن مُحَمد بْنِ عَمْرو، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم قَالَ: ثَلاثَةٌ لا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَمدْمِنُ الْخَمْرَ وَالْمَنَّانُ عَطَاءَهُ وَثَلاثَةٌ لا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: العاق بوالديه والديوث والرجلة؛ ولقد نهانا الله عن التبرج فقال تعالى: ﴿ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33].




وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "خير نسائكم الودود ‏الولود المواتية المواسية إذا اتقين الله، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات، لا ‏يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم" أخرجه البيهقي في سننه.‏




وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط ‏كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن ‏كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة ‏كذا وكذا" أخرجه الإمام أحمد في المسند، والإمام مسلم في الصحيح.‏




ومعنى كاسيات عاريات: أنهن لابسات ثياباً رقاقاً تصف مفاتنهن ومحاسنهن. وقيل معناه: ‏أنهن يسترن بعض بدنهن ويظهرن بعضه. وقيل معناه: أنهن كاسيات من الثياب عاريات ‏من لباس التقوى والعفاف.‏




السبب الخامس: الاختلاط بي الرجال والنساء في أماكن العمل والمواصلات؛ وبين الشباب والشواب في المدارس والمعاهد والكليات؛ سبب آخر في انتشار جريمة التحرش؛ حيث لا ضوابط ولا حدود لهذا الاختلاط؛ وخاصة حين يخلو الرجل بامرأة أجنبية عنه وليس معها ذو محرم وهنا تكون الكارثة؛ لذلك نهانا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الخلوة بالأجنبية فعن ابْن عَبَّاس، أن النبي - - صلى الله عليه وسلم - - قَالَ: "لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلا مَعَ ذي مَحْرَمٍ"، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، امْرَأَتِي خَرَجَتْ حَاجَّةً، وَاكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: "ارْجِعْ، فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ"؛ يا مسلم يا غيور لا تترك امرأتك أو ابنتك مع أجنبي بمفردهما لأن الشيطان ثالثهما؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطانُ ثالثَهما".




فلا تأمن رجلا معه الشيطان على زوجتك أو ابنتك حتى لو كان خطيبها أو ابن عمها أو ابن خالها ﴿ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ﴾.




السبب السادس: تعقيد الزواج وتعسير مؤنة الزواج حتى عف الشباب عن الحلال وبحثوا عن الحرام؛ والواجب علينا أن نيسر كما أمرنا الإسلام قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "يسروا ولا تعسروا" وروى أحمد والحاكم وبن حبان عن على بن أبى طالب أن رسول الله "لما زوجه فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة آدم حشوها ليف ورحيين وسقاء وجرتين" أي أنه اقتصر على أبسط الضروريات التي لا غنى مطلقا عنها فلا شئ من الكماليات؛ فيسروا يسر الله لكم.




السبب السابع: الإعلام الحقير الذي أفسد علينا حياتنا ومجتمعاتنا ونساءنا وبناتنا وشبابنا؛ إن ما يعرض علينا في شاشات التلفاز المدمر من عري وتبرج وانتهاك لحرمات الله في مسلسلات وأفلام ومسرحيات ماجنة؛ والكل يشاهد ذلك الفساد الرجل والمرأة والشاب والفتاة والأخ والأخت وهنا تقع الكوارث؛ فانتبهوا يا أمة الإسلام فلقد قال الله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 27].




يجب على الوالدين الحفاظ على أبنائهم وبناتهم من هذه السموم التي تدمر حياتهم وتقضي على القيم والمبادئ والأخلاق التي ما جاء الإسلام إلا ليتممها؛ لذلك توعد الله هؤلاء المفسدين بالوعيد الشديد قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19].




فاستيقظوا ايها الغافلون لهذا المدمر الخطير (التلفاز).




ولا نغفل أيضا دور النت الفعال في هذا الضلال وإفساد أخلاق الشباب والفتيات.




ولقد رأينا التحرش في ميدان التحرير بكثرة وذلك لاتهام الإخوان به ووسيلة لإسقاط الرئيس الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي حفظه الله؛ فخبرني بالله عليك ما الذي يجعل بنتا تذهب إلى ميدان التحرير وهي تعلم جيدا أن الميدان ملئ بالبلطجية والمجرمين؛ وأنه قد تم التحرش بفتيات قبل ذلك؛ أي بنت شريفة عفيفة تسمع بذلك لن تذهب إلى هناك إلا لو كان هناك سبب وراء ذهابها ثم تخرج على الناس بكل بجاحة وبلا حياء تحكي ما حدث لها-وإنا لله وإنا إليه راجعون.




وأرجوا من كل شاب أن يتقي الله في أخواته المسلمات؛ وأن يعاملهن كأنهن أخواته فيجب عليه حمايتهن لا أن يعتدي هو عليهن؛ ولتعلم أنه كما تدين تدان وإذا ما فعلت ذلك مع نساء بنات الناس فاعلم أنه سيرد لك فهل تقبل أن يرد ذلك لك في أهلك؟!فاتق الله في أهلك ونفسك وبنات المسلمين.




فعن أبى أمامة (رضى الله عنه) قال: إن فتىً شاباً أتى النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ائذن لى فى الزنا، فأقبل القوم فزجروه، وقالوا: مه مه (*)!




فقال له: "ادنه" - أي اقترب منى -، فدنا منه قريبا،



قال: أتحبه لأمك؟ قال: لا والله، جعلني الله فداءك.



قال: "ولا الناس يحبونه لأمهاتهم".



قال: أفتحبه لابنتك؟ قال: "لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك".





قال: "ولا الناس يحبونه لبناتهم".





قال: أفتحبه لأختك؟ قال: "لا والله، جعلني الله فداءك".





قال: "ولا الناس يحبونه لأخواتهم".



قال: أفتحبه لعمتك؟ قال: "لا والله، جعلني الله فداءك". قال: "ولا الناس يحبونه لعماتهم".



قال: أفتحبه لخالتك؟ قال: "لا والله، جعلني الله فداءك".





قال: "ولا الناس يحبونه لخالاتهم".




قال - راوي الحديث - فوضع يده عليه، وقال: "اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه، وحصن فرجه" فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شئ.




فالله أسأل أن يهدي المسلمين جميعا وشباب المسلمين وبناتهم وأن يردنا إلى دينه مردا جميلا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق